بقلم: أحمد نظير الأتاسي
من وحي هذه الأيام لا مفر للإنسان السوري من أن يفكر بالطائفية ولو أخذته الفكرة غدراً كما يقول أهل حمص. الكل يؤكد أننا في سوريا لم نعرف الطائفية أبداً ونعيش بسلام، مسيحيون (بكل طوائفهم الفرعية) وسنيون وعلويون (بكل عشائرهم المختلفة) ودروز وإسماعيليون (بكل تصنيفاتهم القديمة والحديثة) وغيرهم ممن نسيت ذكرهم. طبعاً هذا محتمل لأننا في أغلب الأحيان لا نعيش في نفس الأحياء، وعندما يسكن أحد "الغرباء" في البناية لا نسميه إلا بجارنا المسيحي أو جارنا السني، لأنه في النهاية أليس مسيحياً أو سنياً (ولا شيء آخر)؟!!! عشت في سوريا عشرين عاماً وأمضيت العشرين الأخريات في فترة نقاهة أحاول أن أنسى كيف كنا نعيش بسلام. طبعاً أنا لم أسمع في حياتي تعابير مثل نصراني مشرك، نصيري كافر، سمعولي عبّاد الفرج، أو سني متخلف يحجب نساءه ويقترف الموبقات. هذا غير الكلمات الدالة على شخص من الآخرين لايعرفها إلا أبناء الطائفة الذين اخترعوا هذه الكلمات. "تحريم التشبه بالنصارى" ليست قاعدة شرعية مبنية على حديث منسوب للنبي محمد، وجرائم الشرف لا تحصل إلا عند المسلمين لأنهم لا يعترفون بإنسانية المرأة. لا يوجد متعصب مسيحي أو علوي مثلاً لأن التعصب صفة خاصة بالسنة.