السبت، 9 يوليو 2011

لماذا لا يوقف العالم المذبحة في سوريا ؟


أكثرمن ألف قتيل بين المدنيين , أكثر من عشرة آلاف معتقل , و أكثر من عشرين ألف لاجىء على كلا جانبي الحدود بين سوريا و تركيا , تلك هي الحصيلة حتى اليوم للقمع الفظيع الذي ترد به عشيرة الأسد على المظاهرات , التي تطالب منذ آذار الماضي بالحد الأدنى من الحريات و الحقوق في هذا البلد العربي المهم . استخدام الأسلحة النارية بما فيها مدافع الدبابات , و قصف البلدات الثائرة يشكلان جزأ من الوسائل التي يرد بها الأخَوَان الأسد , بشار الرئيس الرخو وماهر القائد الدموي , على مطالبات الكثيرين من السوريين. في حالة مشابهة , قرر المجتمع الدولي , بشكل جازم , التدخل في ليبيا القذافي .

في سيكولوجيا الإستبداد والحرية - الحالة السورية

بقلم: أحمد نظير الأتاسي
ظهرت المقالة على موقع الأوان في الجمعة 8 تموز (يوليو) 2011
في النظام الملكي، الملك ليس فقط مديراً لمصالح الجماعة أو حَكَماً بين أفرادها المتخاصمين أو زعيماً لجيشها، بل هو أيضاً رمز لوحدة الجماعة وقبولها بمبدأ العيش المشترك. الملك رمز الجماعة كوحدة متماسكة، موته يهدد قانونها ووحدتها، ووجوده يؤكد استمرار هذه الوحدة وحماية لها من الفوضى. في المجتمع الأبوي، الأسرة مثال مصغر عن هذه الجماعة، والأب هو حاكمها ورمزها. ولذلك كان الأب أحد أهم صور الملك وكان الملك أحد أهم صور الاب. فالأب ملك على أسرته والملك أب لرعيته. قد يكون الرئيس ممثلاً للدولة الحديثة لكنه ليس ملكاً بمعنى الموحد والحامي، ففي الدولة الحديثة الضامن لوحدة الجماعة وتعايشها هو الوطنية والدستور والقانون وليس الولاء للملك أو شخص الملك نفسه. لكن في الدول الديكتاتورية التي يتسلط فيها شخص على المؤسسة يعود رمز الملك-الأب للظهور واحتلال الصدارة كتعبير عن وحدة الجماعة. وليس من الغريب أن تكون الديكتاتوريات غالباً عسكرية تتضخم فيها النخبة الطفيلية. أو أن يتخذ الديكتاتور لنفسه مظهراً عسكرياً فهو في الحقيقة يعود إلى النموذج القديم الأصلي للدولة، أي تسلط الملك، القائد العسكري، الحاكم، الأب. والمؤسف أن الدولة في المنطقة العربية لا تزال مختزلة بشخص الحاكم الذي لا يزال يحتفظ بوظيفته الرمزية كممثل لوحدة الجماعة وضامن لأمانها وحام لها من الفوضى والإقتتال بين أفرادها. ومهما كان لقبه، فهو من الناحية العملية ملك-أب على النمط القديم الذي وصفته أعلاه. فمثلاً مهما كان الحاكم متجبراً فإن المواطن في الدولة الديكتاتورية حين يلتقي بمواطنين من دول أخرى سيدافع عن الديكتاتور أمامهم ويصد انتقاداتهم له لأنها تمثل انتقادات لرمز الجماعة. وحين يموت هذا الديكتاتور فليس من الغريب أن يبكي لفقده مواطنوه الذين كانوا ضحاياه بالأمس وأن ينسوا مساوئه ويعتبروا عهده عهداً ذهبياً سمته الإستقرار والوحدة والهوية المشتركة. وكلما أمعن الديكتاتور في الحد من حرية رعاياه،