الاثنين، 29 أغسطس 2011

نعم للتشدد ! تجاوزات بشار الأسد تتطلب حزما أكبر من القُوى الديموقراطية


ترجمة :  زياد حدرامي الأميني
احتاج الأمر أن تُحاصَر و تُهاجَم سفارتا الولايات المتحدة و فرنسا في دمشق من قِبَل بلطجية مأجورين للنظام – بعد أن قام السفيران بزيارة مدينة حماة للتضامن مع الشجاعة الديموقراطية لمتظاهريها – حتى تحتد اللغة الأميريكية حول بشار الأسد . كانت هيلاري كلينتون تؤكد باطراد حتى هذه اللحظة ثقة البيت الأبيض بالقدرة الإصلاحية للديكتاتور السوري , على الرغم من أن دباباته و قناصيه قتلوا حوالى 1500 مدني منذ آذار الماضي ( المعتقلون و المتعرضون للتعذيب أكثر بكثير ) . لكنها أعلنتْ للتو بأن الأسد قد فقد أي شرعية و أن الولايات المتحدة ليس لديها أدنى اهتمام  ببقائه في السلطة .
سيظهر سريعاً ما إذا كان لهذا التغير الواضح في وجهة نظر القوة العظمى أي تأثير عملي. إن الغموض الغربي الذي لا يمكن تحديده تجاه بشار الأسد , و المختلف تماما عن الحزم  المستخدم ضد القذافي , يكلف سوريا ثمناً غاليا . فخلال شهور , كررت القوى الديموقراطية , كالصلوات , تحذيراتها للرئيس السوري – المفترض أنه لاعب إقليمي لا غنى عنه – من أجل أن يستعيض بالحوار عن القتل . هذا النقص في الحسم , المعزز بقدرة الصين و روسيا على استعمال حق النقض في مجلس الأمن , تم تفسيره من قبل النظام البعثي المتوحش على أنه تكتيك ومصادقة ضعيفة على فظاعاته . و هكذا يسمح الأسد بانعقاد مؤتمرات دعائية ( قاطعتها المعارضة ) لمناقشة إصلاحات انفتاحية محتَمَلَة , بينما يبقي على مدرعاته على أبواب مدن آهلة بالسكان مثل حماة , مركز الثورة الآن , حيث أباد والد الديكتاتور الحالي في عام 1982 عشرات الآلاف من مواطنيه .
ثمة أمران , الأول هو أن باراك اوباما و حلفاءه الأوروبيين ليس لديهم أدنى اهتمام , أو قدرة , على توسيع تدخلهم العسكري في العالم العربي , و الأمر الثاني المختلف تماما , هو التفاوت المريع في الموقف المُتّخَذ تجاه نظامين شديدي البؤس كالنظام الليبي و النظام السوري .
بين التدخل المسلّح من أجل الحؤول دون وقوع مذابح ضد المدنيين من قِبَل طاغية لا وازع عنده , و البلاغة الإنشائية الجوفاء و العقوبات الرمزية المطبَّقَة حتى الآن على القادة في دمشق , توجد الكثير من الخيارات الوسط التي يمكن أن تمد يد العون للسوريين من أجل استعادة كرامتهم . و لكنَّ أيَّاً من هذه الخيارات لم يتم تبنيه .

ليست هناك تعليقات: