الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

رد على مقالة مجاهد مأمون ديرانية "سمعناكم فاسمعونا، قبلناكم فاقبلونا" على أرفلون

بقلم: أحمد نظير الأتاسي
مقالة مجاهد مأمون ديرانية "سمعناكم فاسمعونا، قبلناكم فاقبلونا"

كلام مردود عليه. لكني لا أعتقد أن الظرف يسمح بالرد عليه. سيدي أنت تصطاد في الماء العكر فلا العلمانيون ولا اليساريون ولا غيرهم لديهم من القوة والسلطة ليمنعوك من أن تفعل ما تشاء وأن تقول ما تشاء. وإذا كنت تحسب حزب البعث الحاكم على اليساريين أ...و العلمانيين فأنت مخطئ.فهو حزب بيت الأسد لا أكثر ولا أقل وليس له أية صفة أخرى. لم يمنعك أحد من الكلام، كل ما هنالك أنهم صوبوا خطأك. فأنت لا ترى في الثورة السورية إلا ثورة لإنشاء الخلافة على الطريقة الإخوانية أو السلفية وتخلط بين أفكارك السياسية هذه وبين الغسلام كدين ولا تستطيع أن ترى أي فرق بين الأحزاب الإسلامية وبين الإسلام والمسلمين ولذلك تقول "إذا لم تمثّلوا المسلمين في سوريا فأنتم لا تمثلون ثورة سوريا".
هل تعتقد يا أخي أن الأحزاب الإسلامية هي الممثل الوحيد للمسلمين؟ أنت لا تستطيع أن ترى المسلم في الغنسان العلماني أو اليساري أو القومي وهم بالنسبة لك ليسوا مسلمين، لأنهم لو كانوا مسلمين حسب قولك لتوجهوا إلى الأحزاب الإسلامية لتمثلهم. يا أخي، قل ما شئت وادعي ما شئت فكلنا عاجزون أمام آلة القمع، لكن أن تقول أن الإسلام والأحزاب الإسلامية هما وجهان لعملة واحدة فنقول لك بأنك مخطئ ولا نملك إلا القول والكلام. فلا تلعب دور الضحية وكأن الأحزاب الإسلامية كانت الضحية الوحيدة لنظام الاسد. هذا فعلاً موقف مؤسف لأن فيه استخفاف بنضالات الآخرين وكأنها لا تعني لك شيئاً إن لم تكن إسلامية على طريقتك. تريد أن تجاهد، جاهد، تريد أن تكون الثورة السورية جهاداً خالصاً فالساحة أمامك حاول ما شئت، لكن لا تسرق دماء غيرك فمن الشهداء أناس من كل الأيديولوجيات والأحزاب والطوائف. تقول أن الناس تريد إسكاتك، إنهم لا يملكون سلطاناً عليك وكل ما هنالك أنهم يدافعون عن أفكارهم وعن نضالهم الذي لا تريد أنت الإعتراف به ولا تريد أن ترى في الثورة السورية إلا جهاداً من نوع خاص لوضع حزب ديني في الحكم. ولا تتباكى فأنت تعرف أن الإسلاميين بكل أطيافهم ممثلون في المجلس الوطني تمثيلاً جيداً. إعمل مع العاملين لكن لا تنسب جهودهم لك ولأفكارك. وما نزال نشكر جهدك ما زلت تعمل على نيل الحرية للجميع ودع صناديق الإقتراع تقرر. لكن همك هو الآن، إنك تريد أن تكون الثورة على طريقتك، لا بأس حاول ودع الناس يقولوا لك ما يريدون فلا هي يدهم عصا ولا أنت سامع لهم، وكفى تباكياً ومغالطة فلا أنت تمثل جميع المسلمين ولا الأحزاب الإسلامية تمثل الإسلام كله ولا الناس خرجت لإحلال نظام الحكم الذي تريده وإنما خرجت للحرية والكرامة. وما نراه الآن من احتقان طائفي وغلبة المشاعر الطائفية وليست الدينية تريدنا أن نؤمن معك بأنه كان موجوداً من البداية. نعم الثورة السوريةفي طريقها للتحول لكن لا تنسب الأول والآخر لك ولمناصريك في فكرك، عش ودع الناس تعيش فلا أنت وضي عليهم ولا هم أوصياء عليك. وسأكون من أول المداافعين عن حريتك في وجه من يفرض نفسه عليك بالقوة، لكن التباكي حين نكون كلنا عاجزين لا يجدي ولا يعطيك صورة نزيهة قد تريدها فعلاً لنفسك بل يظهرك بمظهر الممثل المتلاعب بعواطف الناس.

الديمقراطية ليست في قبول أفكار الآخرين بل في أن تحترم حقهم في الوجود والتعبير. فلا تتهم مخالفيك بالديكتاتورية إلا إذا أجبروك بالقوة على السكوت أو على فعل ما تريد وقول ما تريد، أما إذا شتموك فقط فهذه سنة الحياة ولا دخل للديمقراطية فيها.
مع احترامي لشخصك وأفكارك ونضالك من أجل سوريا 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تعليقاً على رد السيد أحمد نظير الأتاسي على مقال الأخ مجاهدديرانيةأقول وبالله التوفيق : لقد قرأ السيد الأتاسي ما كتبه الأخ مجاهد قراءة خاصة تنبع من فكره وعقيدته التي يؤمن بها ، وعلى الرغم من أن هذه العائلة( الأتاسي ) عائلة سنية محترمة منها علماء أجلاء ويكفي أن مفتي حمص الشيخ طيب الأتاسي منها وقد قدمت بالأمس إبن الشيخ طيب رحمه الله شهيداً من شهداء الحق والكرامة، وهذا السيد أحمد لا يمثل بطرحه الضيق وفهمه القاصر إلا نفسه وحفنة قليلة ممن يريدون أن يغطوا الشمس بالغربال،وإن تسخيفه للأفكار الواردة في المقال والتي لا ينكرها إلا جاحد منكر للحق وأهله تنم عن تعمد للطعن بالآخرين ، وقد قرأت مقال الأخ مجاهد ولم ألحظ فيه تنكراً لتضحيات الآخرين من غير الإسلاميين ، وإنما جاءت كلماته للشعب السوري قاطبة ومن أراد أن يعتبر هذا الكلام لا يمثله فهذا شأنه وعليه أن يعلم أن الأخ مجاهد بفكره ومنهجه ومقالاته يمثل الغالبية من الشعب السوري المسلم الملتزم وإذا قلت أن هذا ادعاء يحتاج إلى دليل فإني أقتبس من ردك جملة واحدة أوافقك فيها ألا وهي بيننا وبينكم صناديق الإقتراع ،ونحن نطمئنك ونطمئن كل المخالفين للنهج الإسلامي أننا لسنا إقصائيين ولسنا محتكرين للحقيقة ، ولسنا منغلقين لا نقبل الحوار ولا الرأي الآخر ، بل هذه أضغاث أحلام وأوهام رزعها المنظرون القوميون واليساريون في رؤوس أتباعهم الفارغة كي يبقوا في حالة عداء للفكر الإسلامي وأهله وهم بذلك يعتبرونهم بسطاء فيوغلون في شحنهم وعدائهم للإسلام وأهله دون دراية لتزييف عقيدة الأمة بخرافات تعفنت منذ زمن بعيد، ولهذا أقول للسيد الأتاسي أرى في هجومك على الأخ مجاهد دكتاتورية مبطنة تريد بها قمع كل من يصدر منه ما يخالف ما أنت عليه وأمثالك ، وعليك أن تنزل من برجك العاجي لأرض الواقع لترى الحقيقة في هتافات الشعب السوري وشعاراته التي تغطي أرجاء البلاد بأسرها ، وأتمنى أن تقنع نفسك أن الزمن القادم هو للإسلام وأهله وأن زمن الأفكار والشعارات اليسارية والقومية قد جربت وثبت فسادها وأن الأمة تريد العودة إلى المعين الصافي المستمد من كتاب ربها وهدي نبيها وأهلاً ومرحباً بك وبأمثالك تحت راية الإسلام الذي لا يظلم فيه أحد ولنعش تجربة المنهج الإسلامي وتطبيقه على أرض الواقع دستوراً ومنهج حياة وكفانا تشرذماً ورفضاً لمنهج أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه الخاتم صلى الله عليه وسلم ليكون الملاذ الآمن لكل من يتمسك به ،ويرتضيه ويحتكم إليه معتقداً بأن خالق البشر أعلم بما يضرهم وينفعهم في دنياهم وآخرتهم، ونصيحتي للسيد الأتاسي أن يتقبل الطرح الإسلامي من أهله وألا ينكر عليهم ما دام الكلام لا يحمل تجريحاً بأحد ممن يعارض النظام المجرم المطبق على صدورنا جميعاً ،وآمل أن توجه خطابك وتوجيهاتك لمن هم على شاكلتك قبل أن ينقرضوا وتبقى الساحة للإسلاميين وحدهم ،فشد العزم قبل فوات الأوان ، لأن كل الذي يحدث من حولنا يأتي بالإسلام وأهله إلى مقدمة الركب وهيهات هيهات أن تلحق أنت ومن مثلك من فلول الأفكار والمناهج التي عفى عليها الزمن وحنّطت ودفنت وولّت إلى غير رجعة ، فهذا زمن الإسلام وأهله ليحكّموا شرع الله في أرضه وليعش من أحب معاً في أرض الله وله ما لنا وعليه ما علينامن حقوق وواجبات ، فسورية بلد الأحرار الشرفاء فأهلاً ومرحباً بكل حر شريف في ربوع الشام بلد الإسلام في القريب العاجل بإذن الله ، وما ذلك على الله بعزيز ،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته
محمد الخالد سمحه / مهاجر يعيش في الدانمارك imam2030@yahoo.dk