الخميس، 29 ديسمبر 2011

هالدبابة مش عم تمشي

 بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم يوسف الخازن   30-11-11
تمشي الدبابة مدفوعة بأوامر و صلاحيات كبيرة من قادتها الميدانيين و المكتبيين سكان القصور و ممولة بحسابات مفتوحة يداس فيها المال بالجنازير مع الكرامة و الحرية فداء لسكان القصور.
لعل الأوامر و الصلاحيات في زيادة لكن خلاصة القرارات العصية الفهم التي صدرت و تصدر من الأمم التي تكالبت على قصعتنا أن التمويل في نقصان و ستغرز الجنازير في رمال العقوبات دون أن يدفش الدبابة أحد.
قلنا و نكرر الليرة هي الورقة التي يسود بها الحاكم و يأمر و ينهى و لعله بانهيارها سينهار و يخرج من طاعته مئات الآلاف من الجنود و الموظفين الملتفين حوله بحناجرهم و قوتهم و أقلامهم و دفاترهم.
الحاكم لا يصنع و لا يزرع بل يطبع النقود و ليعلم الجميع من محللين و متفرجين أن في انهيارها مقتله,من يضرب الأمثلة بتجربة العراق فإن العراق كانت في اشتراكيتها تصنع و تزرع و لم يكن بها ثورة قبل الحصار و لا حتى بعده, و من يراهن على دعم الحلفاء فإن الحلفاء بحاجة أمس إلى الدعم و ليس في طاقة أحدهم ملأ عشرون مليونا من البطون أو حتى مئات الآلاف من الملتفين .
بلغة العلم و المعلومات فإن ميزان المدفوعات في عجز متزايد من تراجع التجارة و تراجع السياحة العربية و سياحة المغتربين و زيادة الإنفاق العسكري.
و بذات اللغة فإن تراجع الطلب على الليرة الناجم عن الانكماش أكبر من تراجع العرض الناجم عن مخاطر التمويل بل إن العرض في زيادة لاضطرار الحكومة عاجلا أم آجلا إلى التوسع في إصدار النقد وفاء لالتزاماتها الجارية المتزايدة.
أما من يذود عن الليرة فهم قلة من  المبتدئون يترأسهم في ما يظهر الحاكم ميالة الذي بات يعرض أسبوعيا دولارات مصرفه المركزي بالمزاد لمن يدفع أكثر فتذوب الصفقة في متاهات السوق المتعطش خلال دقائق لتستمر الليرة في الهبوط حيث وصل الدولار في السوق الحر إلى سعر الستين ليرة قبيل فرض العقوبات التركية.
على الشعب أن يقدم لونا جديدا من التضحية لم يألفه قبلاً فقد واكب انهيار الليرة في الثمانينات بقايا اشتراكية في الدولة و شبكة من الفساد تعم الجميع في ظروف مثالية من الاستقرار لا يكاد ينقل فيها مستخدم من منصبه لسنوات.
أما اليوم فإن الانهيار مصحوب بشلل لنصف الاقتصاد و تعطل لشبكات الفساد و حالة غير مسبوقة من التراجع الأمني ,انتهى هزل الجزيرة و ثوراتها و العربية و ربيعها و سكرة المراهقين بما خيل إليهم و بدأ جد التضحية و الأهداف و المبادئ و الثورات.

هناك تعليق واحد:

Fransy يقول...

سيدي
تحية تقدير واحترام
يبدو من مقالكم تمكنكم من الاقتصاد.
السؤال يا سيدي
-هل يفترض بالشعوب ان تقبل بالفساد والاستبداد والانكار الكامل لكل الحقوق الانسانية وذلك للحفاظ على سعر صرف الليرة؟
دمت بخير وسلام